رئيس التحرير : مشعل العريفي

تعرف على سر تحول الخليفة "أبوجعفر المنصور" من معاقبة شيخ اتهم بالفساد إلى العفو عنه والإعجاب به!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: سرد كتاب "المستطرف في كل فن مستظرف" للمؤلف شهاب الأبشيهي مجموعة من القصص والحكايات بشأن العفو والحلم والصفح وكظم الغيظ .
قصة "الربيع مولى الخليفة أبوجعفر المنصور" ومن بينها قصة عن "الربيع مولى الخليفة أبوجعفر المنصور" الذي قال: ما رأيت رجلاً أربط جأشاً وأثبت جناناً من رجل سُعِيَ به إلى "المنصور" أن عنده ودائع وأموالاً لبني أمية "قيل للمنصور كذباً إنه يحتفظ بأموال وودائع أعدائه من بني أمية" فأمرني بإحضاره، فأحضرته إليه، فقال له "المنصور": قد رُفع إلينا خبر الودائع والأموال التي عندك لبني أمية، فأخرج لنا منها وأحضرها، ولا تكتم منها شيئاً فقال: يا أمير المؤمنين و"هل" أنت وارث بنى أمية؟.. قال: لا، قال: فوصىٌّ لهم في أموالهم ورباعهم؟ قال: لا، قال: فما مسألتك عما في يدي من ذلك؟ قال: فأطرق "المنصور"، وتفكّر ساعة ثم رفع رأسه، وقال: إن بني أمية ظلموا المسلمين فيها، وأنا وكيل المسلمين في حقوقهم، وأريد أن آخذ ما ظلموا المسلمين فيه، فأجعله في بيت أموالهم "أضع أموالهم في بيت مال المسلمين" فقال: يا أمير المؤمنين، فيُحتاج إلى إقامة بينة عادلة أن ما في يدي لبني أمية مما خانوه وظلموه، فإن بني أمية قد كانت لهم أموال غير أموال المسلمين "أريد دليلاً على أن هذا المال الذي أحفظه، أخذته بني أمية من الناس غصباً وظلماً" قال: فأطرق "المنصور" ساعة، ثم رفع رأسه، وقال: يا ربيع ما أرى الشيخ إلا قد صدق، وما يجب عليه شيء، وما يسعنا إلا أن نعفو عما قيل عنه "صدق وعفونا عنه"، بحسب "سبق".
"أواجه من أبلغك عني كذباً" و سأل "المنصور" الرجل: هل لك من حاجة؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، أن تجمع بيني وبين من سعى بي إليك "أن أواجه من أبلغك عني كذباً، فوالله الذي لا إله إلا هو ما في يدي لبني أمية مال ولا وديعة "ليس معي أموال أو ودائع لبني أمية"، ولكنني لما مثلت بين يديك، وسألتني عما سألتني عنه، قابلت بين هذا القول الذي ذكرته الآن وبين ذلك القول الذي ذكرته أولاً "فكرت هل أقول إن معي مالاً لبني أمية وأدافع عن وجوده، أو أن أنكر أن معي المال؟"، فرأيت ذلك أقرب إلى الخلاص والنجاة "واخترت أن أقول إن معي المال وأدافع عن ذلك؛ لأنه أقرب للخلاص"، فقال "المنصور": يا "ربيع" اجمع بينه وبين من سعى به "وشى وأبلغ عنه كذباً".
"ما رأيت مثل هذا الشيخ" وعندما قال: هذا غلامي اختلس ثلاثة آلاف دينار من مالي وأبقَ مني "هرب وخرج عن الطاعة"، وخاف من طلبي له، فسعى بي عند أمير المؤمنين قال: فشدد "المنصور" على الغلام وخوّفه، فأقرّ بأنه غلامه، وأنه أخذ "سرق" المال الذي ذكره، وسعى به كذباً عليه وخوفاً من أن يقع في يده فقال له "المنصور": سألتك أيها الشيخ أن تعفو عنه، فقال: قد عفوت عنه وأعتقته، ووهبته الثلاثة آلاف التي أخذها وثلاثة آلاف أخرى أدفعها إليه فقال له "المنصور": ما على ما فعلت من مزيد، قال: بلى يا أمير المؤمنين إن هذا كله لقليل في مقابلة كلامك لي وعفوك عنى، ثم انصرف. قال "الربيع": فكان "المنصور" يتعجّب منه، وكلما ذكره يقول: ما رأيت مثل هذا الشيخ يا ربيع.
"خط الفضل" وفي رواية أخرى، قيل إن رجلاً زوّر ورقة عن "خط الفضل" بن الربيع تتضمّن أنه أطلق له منحه ألف دينار، ثم جاء بها إلى وكيل "الفضل"، فلما وقف الوكيل عليها شاهدها، لم يشكّ أنها خط "الفضل"، فشرع في أن يزن له الألف دينار، وإذا بـ"الفضل" قد حضر ليتحدث مع وكيله في تلك الساعة في أمر مهم، فلما جلس أخبره الوكيل بأمر الرجل، وأوقفه على الورقة، فنظر "الفضل" فيها، ثم نظر في وجه الرجل، فرآه كاد يموت من الوجل والخجل، فأطرق "الفضل" بوجهه، ثم قال للوكيل: أتدري لم أتيتك في هذا الوقت؟ قال: لا، قال: جئت لأستنهضك حتى تعجل لهذا الرجل إعطاء المبلغ الذي في هذه الورقة، فأسرع عند ذلك الوكيل في وزن المال، وناوله الرجل فقبضه.
وتحير الرجل في أمره، فالتفت إليه "الفضل"، وقال له: طب نفساً وامضِ إلى سبيلك آمناً على نفسك، فقبّل الرجل يد "الفضل" وقال له:"سترتني سترك الله في الدنيا والآخرة، ثم أخذ المال ومضى"، و آمناً على نفسك، فقبّل الرجل يد "الفضل" وقال له: سترتني سترك الله في الدنيا والآخرة، ثم أخذ المال ومضى".
للاشتراك في خدمة "واتس آب المرصد" المجانية  أرسل كلمة “اشتراك” للرقم (0553226244)
في حال رغبتكم زيارة "المرصد سبورت"  أضغط هنا

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up